السبت، 5 مارس 2016

ما زلت حياً وقد ساموك تقتيلا / عبد الله بن محمد العنزي

ما زلت حياً وقد ساموك تقتيلا / عبد الله بن محمد العنزي

ما كان كان ، فأشعل منك قنديلا
ما زلت حياً وقد ساموك تقتيلا

يا مسرج العزم كم مهرٍ بلا رسنٍ
طاف السماوات كي يحيي الأبابيلا

هيا إلى سدرةٍ للحق تعرفها
أوقد بها أعين الآتي قناديلا

عرج على أدمعٍ في الغيم ما برحت
تسيل كي تغسل الآفاق تعليلا

وارسم بها بسمةً تسقي الربى أملاً
كي تزهر الأرض آياتٍ وترتيلا

يا مبرئ الجرح من صمت الأُلى رحلوا
واستنكروا أن صبر الأرض ما عيلا

يا أيها البطل المذكي بعزمتهِ
ناراً لقلبٍ بفرط الحزن قد غيلا

أيقظ رسوماً عفت من فرط ما طعنت
وارزع لأجل الوغى في تربها جيلا

ستورق الأرض آمالاً وتبصرها
تزينت في بهاء الصبر إكليلا

يا أنت .. كم في صدور الناس من كمدٍ
كم بلّت العين بالدمع المناديلا

كم كربةٍ كم رحيلٍ كم دروبِ أسىً
ضاقت بسائرها قهراً وتنكيلا

حطم من الصمت تمثالاً يحطمنا
بتنا نخاف من الذل التماثيلا

يا ثابتاً والدنا من حولهِ عصفتْ
تمور فيهِ فيبدي الهمة الطولا

وجّه سلاحك صوب المعتدي نهماً
وابعث رصاصاً على الباغين سجيلا

لاحظ .. فللناس أسماعٌ وأفئدةٌ
وأنت وحدك من يلقي التراتيلا

رتل لهم آيةً من وحي خالقهم
وادحر بها ما افترى الباغون إنجيلا

تباشر الناس لما جئت وابتسموا
وزغردت نائحات الحي تهليلا

كبرت أنت فصار الجو مزدحماً
حمائماً تنقل التكبيرة الأولى

تعانقت مع رصاص كان يرعبها
مستبدلاً شهوة التقتيل تقبيلا

مذ جئت تمحو من الأذهان ما عرفت
من يأسها في خلاصٍ كان مأمولا

أبصرتُ خيل الأماني في أعنتها
تسابق الريح تلوي الدرب تذليلا

مجاهدٌ أنت والآفاق شاهدةٌ
ما يفعل العزم إن لاقى التهاويلا

أنت الذي قلت فاهتز المدى أذناً :
أبغي الشهادة لا قهراً وتذليلا

أنت الذي أنجبته الحرب ملتهباً
تأبط الموت واستل الأفاعيلا

بنيت في قلبك الهمّام حصن تقىً
يأوي له النبض إن قيل الذي قيلا

هبني يميناً بحبل الله واثقةً
حتى أقبلها فخراً وتبجيلا

هبني عيوناً رأت ما لا يُرى : أملٌ
يأتي مع الفجر قرآناً وترتيلا

سيشرق النصر يوما ثم نبصرهُ
يشيع في الناس أن الحق ما اغتيلا

وعندها سوف تبدو في السما قمراً
يضمك الليل مزهواً ومذهولا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق