كلنا سمعنا وراينا عن مبالغ للديه فاقت المعقول وشدت الذهول فاصبح الدم حينها رخيصا، واتبع شهوة الدنيا الزائله وترك ماعند الله عز وجل فأصبح أنه باع ابنه بمبلغ وقدره ونسي ان الاجر والمثوبة من الله وحده عز وجل فهو المعطي وسبحانه هو المقدر..
فلدي هنا ثلاث رسائل اوجهها لكل من له علاقة في زيادة مبالغ الديه..
رسالتي الأولى.. لصاحب الدم..
اقول له يااخي ان طلبك للمبالغ الخياليه لايغنيك في شي فلعلك لو سامحت لوجهه الله لااتاك خيري الدنيا والاخره.. اما طلب مبالغ هائله فسيتم جمعها بشكلين الشكل الاول من الصدقات والزكاة والاولى بها فقيرا يتعفف لايجد قوت يوميه فااحرمته من ذلك.. او اسرة اجتمعت لفك عتق قريبا فالبعض لايملك قوت يومه والاخر عاطل فيدفع من عرق جبينه منكسرا يحمل معها دعوات ان الله (يحمل ولايجمل من حملنا) هذا حال اغلبيتهم.. ان كنت تنوي بناء مسجد فالاولى العتق بدل ان تهلك كاهل البشر.. وان كانت حالتكم الماديه بسيطه فالمليون ريال فقط كفيله ان تعيشهم بها افضل عيشه..
تأمل وتدبر في قوله تعالى ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )
يقول الإمام أحمد رضي الله عنه : نظرت في تفسير قوله تعالى
( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )
فإذا هو : إذا كان يوم القيامة قام مناد فنادى :
لا يقوم اليوم إلا من كان أجره على الله , فلا يقوم إلا من عفا ..
ثم قال : وما على رجل ألا يُعذب الله بسببه أحد .
عادة النفوس أن تشتاق لمكافئة لا تعلمها..وتشرئب لفرح مفاجئ..
وهي في ذلك تقدم أي شيء لمعرفة ماستناله من أجر غير معلوم..
هذا في الدنيا..على بساطتها ووضاعتها التي لاتساوي جناح بعوضة..
فمابالك بالآخرة حيث يجمع الله الخلائق...الأولين منهم والآخرين..في بقيع واحد..
وينادى العبد من بين الجموع :
من كان له على الله أجر فليقم . فلا يقوم إلا من عفا...
مسكين من يظن أن العفو للضعيف المهزوم..وأن الإنتصار بحسب الكيل والإنتقام..
وما علم أن الإنتصار الحقيقي هو في بلوغ هذا الأجر ونيله والغبن كل الغبن أن نترك الغضب والإنتقام يسلبنا إياه..
لنتدبرها أكثر:
((فأجره على الله))
ما أعظم فضل الله سبحانه وما أوسعه..
إن كان يستحيل علينا أن نتخيل بمداركنا الضعيفة
أجورا نص القرآن عليها وعلمنا أياها..
فكيف بأجر لانعلمه..أجر على الله وحده سبحانه..
(يقف القلم هنا..وحق له أن يقف)..
رسالتي الثانيه لسماسرة الدم.
الذين يدعون الصلاح وهم يتاجرون بالدم يضغطون بطريقتهم علي اهل الدم بالموافقه مقابل مبلغ مادي ويدعي صاحب الدم انه الوكيل وهو يتهرب من طالبي العفو (اعيان ومشايخ واهل خير) مدعيا بعدم سماح اهل الدم وهو من يسمسر فيه..
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم الحض على السعي في نفع الناس بما أمكن من إعانتهم والشفاعة لهم، فقد ثبت عنه أنه قال: من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه، أخرجه مسلم. وعن أبي موسى رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه السائل أو طلبت إليه حاجة قال: اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء. رواه البخاري، وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله، فقال أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم تكشف عنه كربة أو تقضي له دينا أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد، يعني مسجد المدينة شهرا، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضى، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له ثبت الله قدميه يوم تزل الأقدام. رواه الأصبهاني في الترغيب وابن أبي الدنيا وحسنه الألباني في صحيح الترغيب، و قول الشاعر:
فرضت علي زكاة ما ملكت يدي ***وزكاة جاهي أن أعين وأرفدا
رسالتي الثالثه.. للجهات المختصه..
لماذا لايكون هناك جمعيه للاسر المعفين لوجه الله تتبناهم وترعاهم ويكون لهم ميزات بالتنسيق مع اهل الاختصاص والرفع لهم بوسام تكريم وتكريمهم ومعاملتهم بقبول احد أبنائهم في احدى الجامعات او الوظائف.. لشحذ همم من يطالبون بالقصاص ولرفع ثقافة التسامح والعفو ورعايتهم ويكون لهم مقاعد للحج والعمره مجانا.. فهناك اسر عفت لوجهه الله نسيهم البشر ولكن اجرهم عند الله لاينسى..
24 رمضان 1439
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق