الجمعة، 12 فبراير 2016

هل انت راض عن ربك؟

http://www.nabulsi.com/blue/ar/print.php?art=608.9
هل انت راض عن ربك؟

ملخص الإجابة لمن استغرب السؤال فيما يلي:

ثانياً أيها الأخوة : من وسائل دفع القلق انظر إلى واقعك بعين الرضا ، ارض عن الله ، يقول الله عز وجل :
﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾
[ سورة المائدة : 119]
ارض عن الله فيما أقامك ، في كل ما أقامك ، في كل الحظوظ التي منحك إياها ، ارض عن الله في واقعك ، إن كان بالإمكان أن تحسن واقعك فافعل ، أما إذا بذلت المستطاع ولك واقع لا تتجاوزه فارضَ به ، رجل يطوف حول الكعبة يدعو ويقول : يا رب هل أنت راض عني ؟ فكان وراءه الإمام الشافعي قال : يا هذا هل أنت راض عن الله حتى يرضى عنك ؟ قال له : سبحان الله كيف أرضى عن الله وأنا أتمنى رضاه ؟ فقال الإمام الشافعي : إذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله عز وجل . اقبل واقعك ، اقبل إمكاناتك ، اقبل من حولك ، هؤلاء قدرك ، الرضا يسبب السعادة ويبعد القلق .
أيها الأخوة الكرام : لا تقسوا على أنفسكم ، إن لنفسك عليك حقاً ، فلا تحملها فوق ما تطيق ، لا يعني أن تستسلم ، ولا يعني أن تكون شقياً ، هذا مما يدفع القلق ، لكن هذا لا يمنع أن تكون طموحاً ، من أروع ما قاله سيدنا عمر بن عبد العزيز قال : " إن لي نفساً تواقة ، تاقت إلى الإمارة ، فلما بلغتها تاقت إلى الخلافة ، فلما بلغتها تاقت إلى الجنة " .
مرة ثانية أيها الأخوة : ما منا واحد إلا وقد حقق قدراً من النجاح ، هذا القدر من النجاح ينبغي أن يشكر الله عليه ، ينبغي أن يستوعبه ، ينبغي أن يستمتع به ، ينبغي أن يحمده، يحمد الذي أعطاه هذا النجاح ، لذلك من أوتي القرآن فظن أن أحداً أوتي أكثر منه فقد حقّر ما عظمه الله :
﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً﴾
[ سورة النساء : 113]
إذا كنت قد اهتديت إلى الله ، قد طبقت شرع الله عز وجل وأنت على عقيدة سليمة فهذه نعمة عظمى يفتقر إليها معظم المسلمين في البلاد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق